العمل في رعاية الأيتام بين النظرية والتطبيق - جمعية الشام لرعاية الأيتام

العمل في رعاية الأيتام بين النظرية والتطبيق

العمل في رعاية الأيتام بين النظرية والتطبيق

03-09-2023

العمل في رعاية الأيتام بين النظرية والتطبيق

 

  • فضل رعاية الايتام في الإسلام

 قال الله تعالى: (..وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)  سورة البقرة(220).

في هذه الآية كان الجواب ان النصح والاصلاح والارشاد والتعليم والتزكية والتربية لهم هو الخير والاحسان الحقيقي الذي يقدمه كل من يتعامل معهم وتبين الآية على جواز الاختلاط مع الايتام لقوله سبحانه : {وإن تخالطوهم فإخوانكم} ولكن هذه المخالطة مقرونة بالإصلاح وعدم الافساد في تعاملهم معهم سواء في الاموال او في التعامل فينبغي الابتعاد عن اكل اموال الايتام بالباطل والابتعاد عن الغرر بالأيتام او سحبهم لطرق الغواية والافساد او استغلال ضعفهم وحاجتهم بأخذ اموالهم او انتهاك اعراضهم  

نزلت الآية بعد نزول قوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن}

اشكل ذلك على الصحابة رضي الله عنهم ، فصاروا يجعلون طعامهم على حدة، وطعام اليتامى على حدة؛ فتحرجوا من ذلك

يقول الله تعالى محذرًا من التكذيب بالدين موضحًا بعض العلامات على ذلك، قال: (أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ) [الماعون:1-2]

إن من علامة من يكذب بالدين ومن صفاته القبيحة؛ أنه لا يرعى لليتيم حرمة، فهو يدفعه بعنف وشدة، ولا يرحمه لقساوة قلبه، ولأنه لا يرجو ثوابًا، ولا يخشى عقابًا، ويسد كل باب خير في وجهه.

 

قال صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً )  رواه البخاري 

قال النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لصحابي يشكو قسوة قلبه ، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ، ارحم اليتيم ، وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلن قلبك وتدرك حاجتك) رواه الطبراني .

قال ـ صلى الله عليه وسلم: ( من مسح رأس يتيم ـ لم يمسحه إلا لله ـ كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)  رواه أحمد

عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ). البخاري ومسلم

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يحسن إليه، وشرّ بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يساء إليه”  أخرجه ابن المبارك والبخاري

ونتيجة هذا الفضل العظيم نجد ان العديد من الصحابة والصحابيات كفلوا أيتاماً ويتيمات وضموهم إلى بيوتهم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:أبو بكر الصديق، ورافع بن خديج، ونعيم بن هزال، وقدامة بن مظعون، وأبو سعيد الخدري، وأبو محذورة، وأبو طلحة، وعروة بن الزبير، وسعد بن مالك الأنصاري، وأسعد بن زرارة، وعائشة بنت الصديق، وأم سليم، وزينب بنت معاوية -رضي الله عنهم- وغيرهم كثير وكثير جدًّا من الصحابة -رضوان الله عليهم- والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

  • نظرة الاسلام الى الأيتام، وكيف قدمهم إلى المجتمع

 لقد قدم الإسلام هذه الفئة إلى المجتمع في أروع صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الحضارية ، فلم يقدمهم على أنهم ضحايا القدر ، أو بقايا المجتمع ، بل كانوا موضوعا لآيات قرآنية رسمت عنهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطات المادية

لقد أبدل القرآن الكريم اليتيم عوضا عن هذا الحرمان نسبا عقيديا جديدا ، ورحما دينية هي وحدها القادرة على جبر هذا الكسر المضاعف في نفوسهم ، ولهذا اعتبر مكذبا بالدين من يدع اليتيم ، فتأمل رعاك الله .قال تعالى: : { وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين } وجه دلالة الآية : أن الأخوة الإيمانية هي الأساس ، وهو ما أشار إليه الألوسي في تفسير الآية : { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين } يقول رحمه الله " فيه إشارة إلى أن للدين نوعا من الأبوة " .

إن أول ما يتطلعون إليه هو المأوى ، وهذا عين ما ذكره القرآن في التفاتة رحيمة بهذه الفئة ، قال تعالى مخاطبا قدوة الأيتام عليه الصلاة والسلام : { ألم يجدك يتيما فآوى } هذا أفضل ما عولجت به ظاهرة اليتم في شتى المجتمعات ، توفير المأوى والملاذ الآمن لكل يتيم ، وبسرعة كبيرة وهو ما يفيده العطف ، فكأن الآية خطاب إلى الأمة بالنيابة مؤداه : أيتها الأمة أمني لكل يتيم مأوى .

لقد كانت نظرة الإسلام إلى مجتمع اليتامى نظرة إيجابية واقعية فاعلة ، لعب فيها عنصر الإيمان وحافز الثواب دورا أساسيا ، فهم في المجتمع المسلم ليسوا عالة ولا عبئا ، وإنما هم من المنظور الشرعي حسنات مزروعة تنتظر من يحصدها ليفوز بجوار النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .

فقد جاءت الآيات القرآنية والاحاديث النبوية كلها تحض على الاكرام للأيتام وحسن معاملتهم ورعايتهم  فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أوائل الذين لمسوا آلام اليتيم وأحزانه ، ومن ثم اهتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ باليتيم اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ورعايته ومعاملته ، وضمان سبل العيش الكريمة له ، حتى ينشأ عضواً نافعاً ، ولا يشعر بالنقص عن غيره من أفراد المجتمع ، فيتحطم ويصبح عضواً هادماً في الحياة .. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاثا وآمرا ومحفزا على رعاية اليتيم : ( (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً)  رواه البخاري .
قال ابن بطال : " حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجنة ، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك " .

وجعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإحسان إلى اليتيم علاجا لقسوة القلب ، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي ، فعن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل يشكو قسوة قلبه ، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ، ارحم اليتيم ، وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلن قلبك وتدرك حاجتك)   رواه الطبراني .

كما بشر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحسن إلى اليتيم ولو بمسح رأسه ـ ابتغاء وجه الله ـ بالأجر والثواب الكبير ، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من مسح رأس يتيم ـ لم يمسحه إلا لله ـ كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)  رواه أحمد.

يقول بشير بن عَقْرَبة: قُتل أبي يوم أحد مع رسول الله، فمرّ بي رسول الله يوماً وكنت أبكي، فقال: "يا حبيب! ما يبكيك؟ أما ترضى أن أكون أنا أباك وعائشة أمك؟  فقلت: بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي!  فمسح رسول الله على رأسي، فكان أثر يده من رأسي أسوداً وسائره أبيضا.  رواه البخاري في الكبير.

قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ).

 

حرص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  كل الحرص على رعاية مشاعر الأيتام وإدخال السرور عليهم ، ففي قصة اختصام أبي لبابة ـ رضي الله عنه ـ ويتيم في نخلة ، قضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي لبابة بالنخلة لأن الحق كان معه ، لكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما رأى الغلام اليتيم يبكي ، قال لأبي لبابة : (أعطه نخلتك ، فقال : لا ، فقال أعطه إياها ولك عذق في الجنة ، فقال : لا ، فسمع بذلك ابن الدحداحة فقال لأبي لبابة : أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه ؟ ، فقال نعم .. ثم جاء رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : النخلة التي سألت لليتيم أن أعطيته ألِي بها عذق في الجنة ؟! ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعم . ثم قُتِل ابن الدحداحة شهيدا يوم أحد ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : رُب عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة ) رواه البيهقي .

وقد مدح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نساء قريش لرعايتهن اليتامى ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : )خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناه على يتيم في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده( رواه أحمد.

ولما مات جعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ تعهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أولاده وأخذهم معه إلى بيته ، فلما ذكرت أمهم من يتمهم وحاجتهم ، قال ـ صلى الله عليه وسلم : ( العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة)  رواه أحمد - العيلة يعني الفقر والحاجة .

ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقتصر في اهتمامه باليتيم على أسلوب الحث والترغيب ، بل استخدم أيضا أسلوب التحذير من الإساءة إلى الأيتام ، أو أكل أموالهم بالباطل ، بحيث لا يُقْدم على فعل ذلك إلا من قسى قلبه ، وغلبت عليه شقوته ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات (المهلكات) ، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟ ، قال : الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) رواه البخاري.. فعدَّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكل مال اليتيم من السبع الموبقات ، ومن كبائر الذنوب وعظائم الأمور ..

ولخطورة وعظم حق مال اليتيم ، وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من كان ضعيفاً من الصحابة ألا يتولين مال يتيم ، فعن أبي ذر - رضي الله عنه - أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( يا أبا ذر ، إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين ، ولا تولين مال يتيم ) رواه مسلم .

 

  • أنواع الكفالة

كفالة اليتيم في بيت الكافل وضمّه إلى أسرته - كفالة الإيواء داخل الدور- كفالة فردية خارج الدور - كفالة عائلية خارج الدور- كفالة تعليمية – كفالة جامعية – كفالة صحية.

 

ارقى أنواع الكفالة هي ماحصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهي ضم اليتيم الى اسرة الكافل ويتم هذا النوع بالزواج من ام الايتام وكفالة أبنائها ولكن للأسف يساء استخدام هذا النوع من الكفالة في واقعنا المعاصر وهذا امر يحتاج لمحاضرات مستقلة وقد اعددت وصايا خاصة موجهة للطرفين وقد نشرت في النت بعنوان:

  • وصايا للراغبين بالزواج من أمهات الأيتام
  • وصايا لأمهات الأيتام المقبلات على الزواج

 

  • صفات ينبغي توفرها في العاملين مع الايتام.

هناك صفات مهمة ينبغي توفرها بالعاملين في ملف الايتام منها: الأمانة الأخلاقية والأمانة المالية والرحمة وحسن الإدارة والاستفادة من تجارب الاخرين وحسن الاستماع وان لا يكون ممن يتصف بسرعة الغضب والانفعال السريع فقد مر على الأيتام وامهاتهم وخاصة في الحروب والكوارث الاجتماعية  من الألآم والمأسي ما تسبب في خلق مشاكل نفسية وفكرية واجتماعية مما يستدعي الصبر والتحمل حتى يتم تصحيح مسارهم النفسي والفكري والاجتماعي وان يكون التماس المباشر مع النساء والبنات والأطفال الصغار من قبل النساء المؤهلات للتعامل مع هذه الفئة.

 

 فرص في كفالة اليتيم:

.1  صحبة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم في الجنّة، وكفى بذلك شرفا وفخرا.

.2 كفالة اليتيم صدقة يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء أجر الصّدقة وأجر القرابة.

.3  كفالة اليتيم والإنفاق عليه دليل طبع سليم وفطرة نقيّة.

 .4 كفالة اليتيم والمسح على رأسه وتطييب خاطره يرقّق القلب ويزيل عنه القسوة.

.5  كفالة اليتيم تعود على الكافل بالخير العميم في الدّنيا فضلا عن الآخرة.

 .6كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهيّة، وتسوده روح المحبّة والودّ.

 .7 في إكرام اليتيم والقيام بأمره إكرام لمن شارك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في صفة اليتم، وفي هذا دليل على محبّته صلّى اللّه عليه وسلّم.

 .8 كفالة اليتيم تزكي المال وتطهّره وتجعله نعم الصّاحب للمسلم.

.9  كفالة اليتيم من الأخلاق الحميدة الّتي أقرّها الإسلام وامتدح أهلها.

.10  كفالة اليتيم دليل على صلاح المرأة إذا مات زوجها فعالت أولادها وخيريّتها في الدّنيا وفوزها بالجنّة ومصاحبة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم في الآخرة.

 .11 في كفالة اليتيم بركة تحلّ على الكافل وتزيد من رزقه.

.12إن كان اليتيم من الأقارب؛ فيحصل على أجر الصدقة وأجر القرابة.

 

  • تحديات الرعاية النفسية ما بين الأيتام والقائمين عليهم

   هناك تحديات عاطفية ونفسية يواجهها العاملين في دور الايواء عدة مشاكل نفسية منها:

  • الاستقرار النفسي للأم ومدى تقبلها بواقعها ورضاها بما قسم الله لها وتعايشها مع الواقع الذي أصبحت فيه
  • لابد من تأهيل الام نفسيا حتى نتمكن من علاج المشاكل التي يعانيها الطفل
  • انصدام العاملين في سلك الرعاية النفسية بسلبية بعض الأمهات وعدم التجاوب مع خدمات الرعاية النفسية او العلاج النفسي بسبب انكماشها على نفسها وموقفها السلبي تجاه المجتمع الذي حولها.
  • نظرة المجتمع الى هذه الدور وتحرج الايتام وامهاتهم من هذه النظرة.

 

  • التأثير الاجتماعي والمجتمعي على رعاية الأيتام والمخاطر على المجتمع من عدم الاهتمام بالأيتام وتقديم الرعاية لهم

الايتام سلاح ذو حدين ان كان المجتمع واعي لهذه الفئة وقدم لهم الرعاية اللازمة فسيكونون عونا لمجتمعهم وأدوات بناء اما ان اهملهم المجتمع وظلمهم فسيكون أداة بيد المجرمين بل ان كبار مجرمي المخدرات وغيرهمهم من فئة الايتام .

 

  • أمثلة لأيتام وجدوا ايدي حانية:

رسول الله محمد بن عبدالله  صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام والزبير وابو هريرة رضي الله عنهما والامام الشافعي والامام احمد والامام مالك وابن الجوزي والاوزاعي والبخاري والثوري وابن حجر والسيوطي وابن الجوزي وابن الملقن وابوحامد الغزالي وابن حجر العسقلاني وطارق بن زياد وعبدالرحمن الداخل وغيرهم كثير .

 

يفقد اليتيم من يرعاه ، فيبقى نتيجة الإهمال عضواً عاطلاً ، عالة على الآخرين .

بل قد يتحول الى معول هدم في المجتمع حيث تتلقفهم ايدي الاجرام والرزيلة فيتحولون لأداة هدم وتخريب ويحملون في قلوبهم الحقد والضغينة على المجتمع الذي اهملهم وظلمهم وسلمهم للمجرمين.

ومع الحرمان والظلم والجور ظهر قادة ايتام سخروا إمكاناتھم وإمكانات بلادھم للشر وإیذاء الآخرین مثل الإمبراطور الروماني «نیرون» و«جنكیزخان» و«ستالین» و«ھتلر» و«كالیغولا»

 

  • وصايا للعاملين مع الأيتام

إن كنت لا تستطيع ان تتحكم بنفسك واهواءك فإياك ثم إياك والدخول في هذا الملف فإنه باب رفعة أو سقوط وليس بينهما وسط اما يرفعك لجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم أو يجعلك رفيق ابليس والعياذ بالله فميزان هذا الباب دقيق وحساس وكم من شخص أراد الخير ودخل فيه ولكنه مع الايام نسي حساسية هذا الملف فأساء وضيع الأموال وتسبب بقصد أو بدون قصد في الإساءة لهذا الملف فان رأيت في نفسك تغيرا تجاه الايتام وقل في نفسك الدافع الديني فأنصحك بالانسحاب منه سليما معافى قبل ان تقع في أمور ستحاسب عليها في الدنيا والاخرة.

هؤلاء الأيتام هم باب قرب من الله وقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وباب للقيام بواجبنا الأخلاقي والإنساني هذا الملف يحتاج لكوادر تتصف بالأمانة المالية والاخلاقية والخبرة والرحمة وبأصول التعامل معهم وحسن الإدارة والاستفادة من تجارب الأخرين.

مختصر الوصايا: أن لم تكن ضابطا لنفسك فإياك ثم إياك والدخول في هذا الملف

 

إعداد:  محب وخادم الأيتام / محمد شندي الراوي