أهمية العناية باليتيم وتربيته وتوجيهه - جمعية الشام لرعاية الأيتام

أهمية العناية باليتيم وتربيته وتوجيهه

أهمية العناية باليتيم وتربيته وتوجيهه

25-09-2013

اهتم التشريع الإسلامي بشأن اليتيم اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له، حتى ينشأ عضواً نافعاً في المجتمع المسلم ..

قال تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر) ، وقال سبحانه وتعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم)،

وعن ابن عباس-رضي الله عنه- قال: لما نزلت (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) [النساء:10]، انطلق من كان عنده اليتيم فعزل طعامه وشرابه، فجعل يفصل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزل قول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة:220] [صحيح أبي داود: (2871)].

هذه الآيات وغيرهما من الآيات الكريمة تؤكد على العناية باليتيم وتربيته وتوجيهه، كي لا يشعر بالنقص عن غيره من أفراد المجتمع فيتحطم ويصبح عضواً هادماً في المجتمع المسلم.

وضع التشريع الإسلامي  من الأطر والأسس ما يصون ويحفظ حق اليتيم من طعام وشراب ومال، فلا يضيع حقه ويختلط بغيره من أموال كافله فنزلت الآيات الأخرى توضح هذا الإطار وترفع عن كافل اليتيم الحرج والمشقة التي تتأتى من عزل طعام اليتيم وشرابه، وأيضًا لتحافظ على طعامه وشرابه من التلف، ولا يحملنا الخوف من الشطط في مال اليتيم ألا نقوم عليهم ولا نسعى على كفالته بحجة ظلمهم؛ بل نسعى في هذا الخير مع التعفف ما استطعنا من ماله، وبينما حذَّرت الآية الأولى من أكل أموال اليتامى ظلمًا لتحافظ، وتصون حقوق اليتيم؛ جاءت الآية الأخرى لتضع أطرًا للتعامل بين اليتيم ووليه، ولترسم صورة عملية لهذه العلاقة تطبق على أرض الواقع قولاً وفعلاً فترفع الحرج بينهما، وتزيل المشقة، وتوطد أواصر الألفة والمحبة بينهما.

 فقد حثت الشريعة الإسلامية على رعاية الأيتام وكفالتهم حتى يبلغوا أشدهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري

 وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال -عليه الصلاة والسلام-: “أدْنِ اليَتِيمَ مِنْكَ وأَلْطِفْهُ وامْسَحْ بِرَأسِهِ وأَطْعِمْهُ مِنْ طَعامِكَ فإنَّ ذَلِكَ يُلَيِّنُ قَلْبَكَ ويُدْرِكُ حاجتك”[الصحيحة (854)].

 إن الإحسان إلى اليتيم خُلق إسلامي رفيع، حثنا الإسلام عليه وندبنا إليه، بل وجعله من أفضل الأعمال وأزكاها، والاهتمام باليتامى، والوقوف على شؤونهم مدح شرف، ومنقبة وثناء، فهذه نساء قريش كن محل مدح ووفاء، وإعجاب وثناء، منه -عليه الصلاة والسلام- لرعايتهن اليتامى؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده” [البخاري (3434)].

إنّ كفالة الايتام ورعايتهم، باب للمنح الربانية، ووالعطاءات الإلهية، وسيلة للطاعات والقربات، فهل بعد كل هذه العطايا والمنح يتكاسل عاقل عن رعاية الأيتام وكفالتهم

محب الأيتام

محمد شندي الراوي