كنت عائدا من سفر طويل ووصلت غازي عنتاب متعبا ولكني ذهبت لمكتب الجمعية لإجراءات ضرورية وجلست فيها لقبيل المغرب ثم توجهت لبيتي مشيا على الأقدام إذ ان بيتي ليس ببعيد عن الجمعية ولكن مع السفر ومواصلة العمل في الجمعية أحسست بالتعب فجلست على مقاعد ثنائية وضعتها البلدية في كل حديقة وماهي الا لحظات إلا وأربعة من الأبناء بدأوا برمي الأحجار على الألعاب فناديتهم لما عرفتهم يجيدون العربية واجلستهم أمامي ونصحتهم بحب وسألت عن حالهم ثم وجهت السؤال للأول وكان عمره بحدود الرابعة عشر ماذا تدرس يا بني فكان جوابه لا أدرس فقلت له لما يا بني فقال أعمل لدى خياط سألته وأبوك ماذا يعمل قال جالس بالبيت ؟

ثم سالت الثاني وكان بعمر الثانية عشر ماذا تدرس يا بني فقال لا أدرس قلت لماذا قال أعمل لدى الحلاق سألته ووالدك ماذا يعمل قال مزرق (مليس)

ثم سألت الثالث وكان بعمر الثاني تقريباً فقال لا أدرس وضعت يدي على رأسي من ألمي الداخلي ثم قلت ماذا تعمل يا بني فقال أتعلم الخياطة قلت ووالدك قال مريض

ثم التفتت للثالث وكان أصغرهم وقد تيقنت أنه يعمل أيضا فقلت له ماذا تعمل يا بني فقال أنا أدرس ويشهد الله انتشيت من رده ثم قلت آها جميل أي سنه فقال الرابع فقلت له لما أنت من بين أصحابك تدرس والبقية يعملون فأشار للجمعية وقال هذه الجمعية ألزمت أمي بإرسالي الى المدرسة لقاء الكفالة النقدية .