أحزاني وأفراحي  - جمعية الشام لرعاية الأيتام

أحزاني وأفراحي 

أحزاني وأفراحي 

10-10-2018


نزحت عن بيتي وابتعدت عن زوجي بسبب الحرب وظروف الحياة الصعبة ولم نعد نراه إلا في زياراته الخاطفة وفي زيارة له ذهب لمعالجة والده الجريح فقتلوه وقتلوا والده واخوه وزوج أخته ولم نعلم بمقتلهم الأبعد أسبوع من فقدهم 

كنت حينها حامل بابنتي الصغيرة وأقمت عند أمي التي ساعدتني ببناء غرفة دفعت في بناءها كل ما لدي من مال وكانت فرحتي لا توصف وكأنيي ملكت الدنيا وما فيها 


و يا ليتها فرحة لم تتم وصل جحيم الحرب لغرفتي وحرمني من امنها وأمانها بعد شهرين فقط
تركتها وهي كل مالي في هذه الدنيا 


ونزحت للمرة الثانية وحيدة غريبة مع أولادي قطع اللحم الصغيرة إلى عمارة مهجورة لا أبواب و لا شبابيك ولا اثر للحياة فيها 
ثم نزحت وبقيت بلا مأوى 


وبسعي من أهل الخير وصلت إلى استنبول وسكنت عند أخي متأملة أن أعيش في كنفه حياة الراحة والاستقرار بعد أن عانيت وأولادي من ويلات الحرب ومآسيها ما يشيب له الولدان 


ولكني ذقت في بيت أخي من الذل والهوان ما أنساني الحرب وويلاتها تعرضت بسبب زوجته للضرب وأولادي 
أطفالي ينادونه بابا وهو ...... بالظلم البشر 


لم نعد نهنأ بلحظة راحة 
مشاكل وضغط نفسي شديد
إلى أن وصل به الأمر أن تركني وأولادي بالبيت وانتقل للسكن بعيد عنا تاركاً وراءه أم وثلاثة أطفال لاحول لهم ولاقوه 
اضطررت للعمل 


وهنا سطرت فصول مأساة أخرى 
خرجت باحثة عن عمل وهول الغربة يعتريني 
والوحدة والخوف يقتلني والحاجة تدفعني لباب وترجعني لآخر 
هذا يسمعني الكلام وذاك يحرمني الأجر وآخر يجبرني على العمل الشاق 


حرمت أطفالي 
حرمت الراحة 
عشت بعذاب مرير 
فكرت بالرجوع لبلد الحرب علني القى فيها الراحة 
لزمت الدعاء قضيت أيامي بالعمل ولياليّ بالبكاء والدعاء 


وبينما أنا في هذه الحال اتصلت بي جمعية الشام للايتام تسال عن حالي ووضعي وكنت قد أخذت رقمهم من رابطة علماء الشام وااتصلت بهم وابدوا استعدادهم لاستقبالي بالدار والتكفل بي وباولادي وبدراستهم ومعيشتهم، بكيت من الفرحة

أذناي لم تصدق ما سمعت سجدت شاكرة وسلمت امري لله وأتيت للسكن في دار الفاتح رغم مخاوف أهلي وكلام من حولي


ولكن استقبالهم لي أنساني كل مخاوفي وأراحني وكأنني وقد عادت أيامي ونسيت بلحظة كل آلامي 
وتحققت كل أحلامي والحمد لله 


أعيش بعز ...بمحبة ...أولادي حولي أودعهم بالدعاء استقبلهم بالمحبة 
تحقق حلمي بتدريس أولادي من أول يوم سجلوهم بمعاهد حفظ القرآن 


بدأ فجر جديد بحياتنا 
عادت البسمة عاد الأمان أعانق أولادي وادعو لكل من سعى وساهم وعمل لجمع شملنا 
وها أنا وفي فترة قصيرة أتعلم القراءة وبعض المهن اليدوية التي تكفيني مؤونة العمل ان دار بي الزمن وتقدم مستوى أولادي العلمي ويعيشون في جو أخوي رائع وأجواء إيمانية 
وهذا غيض من فيض
دعواتكم بدوام النعم 

قصة من دار الفاتح