أيلي أمرنا و يغفل عنا ..؟ - جمعية الشام لرعاية الأيتام

أيلي أمرنا و يغفل عنا ..؟

أيلي أمرنا و يغفل عنا ..؟

03-06-2017

كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يتفقد رعيته ليل نهار ، برداً وحراً ، وفي ليلة شديدة البرد ومُظلمة رأى ناراً من بعيد ، وكان معه الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) ، فذهبَ إليها فوجد إمرأة وحولها ثلاثة أطفال يبكون حول النار ، ويتضورون جوعاً ، فجلسَ عمر أمامهم وقال للأُم ممَ تشتكين يا أمة الله ؟؟
فقالت الأم : الله الله في عمر ،
فقال لها : ومن يُدري عمر بحالكم ؟؟
فقالت : أيلي أمرنا ويغفلَ عنا ؟؟
فذهبَ عمرإلى بيت المال مُسرعاً وتركَ صاحبهُ عندهم .
فقال له الحارس : خيراً يا أمير المؤمنين ؟؟
فلم يردَ عليه وفتح الباب ، وأنزلَ كيساً من الدقيق ، ووعاء به ِ سمن ، وآخر به ِ عسل .
فقال عمر للحارس : إحمل عليّ َ .
فقال له الحارس : أأحملُ عنكَ أم عليكَ ؟؟
فقال عمر : بل إحمل عليّ .
فأرادَ الحارس أن يحملَ عنهُ فرفض عمر وقالَ لهُ :
ثكلتك أ ُمكَ إحمل عليّ ، أأنتَ تحملُ عني ذنوبي يوم القيامة ؟؟
فحملها عمر وذهبَ مُسرعاً إلى اليتامى وأمهم ، ولما وصلَ إليهم خبزَ لهم الخبزَ بيديه ،
وأعدَ لهم الطعام بنفسه ولم يقبل مساعدة صاحبه ، وأطعمَ الصبية حتى شبعوا ِ .
فنظرت إليه ِ أم اليتامى وقالت له : والله ِ إنكَ لأحق ُ بالخلافة من عمر .
فقال لها عمر : يا أمة الله إذا كان الغد فإت ِ إلى مجلس عمر فسأكونُ هناكَ وأكلمَه في شأنك ِ ،
وانصرفا هو وصاحبه ، وجلسَ خلف صخرة ينظر إلى الصبية ،
فقال له عبد الرحمن بن عوف : هيا بنا يا أمير المؤمنين فالليلة شديدة البرد ،
فقال عمر : والله لن أبرحَ مكاني حتى يضحكوا كما أتيتهم وهم يبكون .

ولما كان الغد ذهبت المرأة إلى مجلس عمر في دار الخلافة ،
فوجدت شخصاً يجلسُ بين عليّ وابن مسعود (رضي الله عنهم) ،
وكلاهما يقول له يا أمير المؤمنين ، والرجل هو الرجل الذي كان عندهم بالأمس ،
والتي قالت له : (الله الله في عمر) .
فلما رأته أصابتها رعدة ،
فقال لها عمر : لا عليك ِ من بأس يا أمة الله ، بكم تبيعين مظلمتك ِ لي ؟؟ .
فقالت : عفواً يا أمير المؤمنين .
فقال لها : والله ِ لن تفارقي هذا المكان حتى تبيعيني مظلمتك ِ ،
فوافقت المرأة أخيراً ، واشترى منها المظلمة ( بـستمائمة درهم )
من خالص ماله وليس من بيت مال المسلمين .
وأمرَ علياً أن يُحضرَ ورقةً وقلماً ويكتب ،
نحن علياً وابن مسعود نشهدُ على أن هذه المرأة قد باعت مظلمتها
لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) .
فقال عمر : إذا أنا متُ فضعوها في كفني حتى ألقى الله تعالى فتكون ُ حُجتي .