رضوان.. حين يتحول العجز إلى تميز، تعود الحياة أجمل - جمعية الشام لرعاية الأيتام

رضوان.. حين يتحول العجز إلى تميز، تعود الحياة أجمل

رضوان.. حين يتحول العجز إلى تميز، تعود الحياة أجمل

27-11-2025

 

في قرية "طاط حمص"، كان الطفل رضوان ذو الاثني عشــر عاماً يحمل فوق كتفيه الصغيرتين هماً أكبر من عمره. لم تكن المدرسة بالنسبة له ساحة للعب والتعلم، بل كابوسـاً يومياً يشعره بالعجز. تعثر في الحــساب، وتلعثم في القراءة، حتى بات ينزوي خجلاً من زملائه، مفضلاً الهروب من المدرسة التي لم يجد فيها من يفهم معاناته أو يقدر محاولاته الصادقة.

لكن الأقدار كانت تخبئ لرضـوان فصلاً جديداً من الأمل. بدأت الحكاية عندما التحق بمركز الدعم النفســـي والتعليمي ضمن مشروع _ أمان لرعاية أيتام سوريا _ الذي يموله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وتنفذه جمعية
الشام لرعاية وكفالة الأيتام.

هناك، لم يجد رضوان مجرد دروس؛ بل وجد احتواءً. وجد معلماً يمتلك ســـعة صدر لا تنفد، يعيد الشـــرح ويُبســِّط المعلومة، ويزرع الثقة بدلاً من الخوف. يقول رضوان وعيناه تلمعان بدهشة الفرح:
 لأول مرة في حياتي أشعر أن هناك من يسمعني.. من يهتم بي حقاً ولا يملُّ مني

وبالتوازي مع بناء عقل رضوان وروحه، كانت يد الخير تمتد لتسند أسرته اقتصادياً. فقد حصلت والدته، ضمن نفس المشروع، على "بقرة" حلوب، كانت بمثابة طوق نجاة للعائلة. تحسن غذاء رضوان، فصار يشرب الحليب الطازج يومياً، وبدأت والدته تبيع الفائض لتوفير احتياجاتهم الأساسية.

تكامُلُ الغذاءِ مع الدعم النفسي صنع المعجزة؛ تحسن تركيز رضوان، ونجح في نهاية العام بتقديرٍ "جيد"، محولاً نظرات الحزن إلى نظرات فخرٍ في عيون والدته ومعلمه

اليوم، يقف رضوان على أعتاب عام دراسي جديد، حاملاً حقيبته المدرسية الجديدة التي قدمها له مشروع "أمان"، ومحملاً بعزيمة لا تلين، قائلاً بثقة: هدفي هذه السنة.. أن أكون من الأوائل

 

شكراً من القلب لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي لم يمنحنا مساعدات عابرة، بل منحنا "حياة جديدة " وأعاد رسم ملامح المستقبل.